البث المباشر في أسفل الصفحة
تقديم النادي الإفريقي :
النادي الإفريقي، أو كما يُلقّبه عشّاقه بـ"نادي الشعب"، هو واحد من أعرق وأقدم الأندية في تاريخ كرة القدم التونسية والإفريقية والعربية. تأسس هذا الصرح الكبير في 4 أكتوبر 1920 بالعاصمة التونسية، ليكون أول نادٍ تونسي يحمل اسمًا عربيًا، في وقت كانت فيه البلاد تحت وطأة الاستعمار الفرنسي. كان تأسيس النادي الإفريقي فعلًا رياضيًا وموقفًا وطنيًا في آنٍ واحد، حيث مثّل رمزًا من رموز الهوية التونسية ومقاومة محاولات الطمس الثقافي. ومنذ نشأته، حمل النادي في شعاره اللونين الأحمر والأبيض، اللذين يرمزان إلى النقاء، الشجاعة، والولاء للوطن.
تميّز النادي الإفريقي على مدى أكثر من قرن بتاريخه الغني والمتنوع، وحقق نجاحات كبيرة على المستويين المحلي والدولي. أحرز الفريق لقب الدوري التونسي في أكثر من مناسبة، وكانت أول بطولة له بعد الاستقلال سنة 1947. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف النادي عن التتويج، حيث فاز بعدة بطولات وطنية، منها الدوري، وكأس تونس، وكأس السوبر. كما كان النادي أول فريق تونسي يتوّج بكأس إفريقية، عندما نال كأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1991، وهو إنجاز خالد في ذاكرة كل محب للنادي، خصوصًا بعد أن فاز بالنهائي على نادي الجيش الملكي المغربي.
لا يقتصر تميز النادي الإفريقي على كرة القدم فقط، بل يضم في رصيده عدة فروع رياضية أخرى مثل كرة اليد، كرة السلة، والسباحة، وقد عرف تألقًا كبيرًا في هذه الرياضات أيضًا. خاصة في كرة اليد، حيث يعتبر النادي الإفريقي من بين أقوى الأندية التونسية والإفريقية، وقد فاز بعديد الألقاب المحلية والقارية، وشكّل مدرسة خرّجت أبطالًا للمنتخب التونسي.
النادي الإفريقي يُعرف كذلك بجمهوره الأسطوري، جماهيره التي لا تعرف الهزيمة ولا تتخلّى عن فريقها مهما كانت الظروف. مشجعوه يُعتبرون من بين الأكثر وفاءً في العالم العربي، حيث يملؤون المدرجات حتى في أصعب الفترات، ويرافقون فريقهم داخل البلاد وخارجها. ومن أشهر المجموعات المشجعة للنادي، نجد "وينرز" و"الفيراج"، الذين أبدعوا في تقديم عروض بصرية خلّابة ورفع شعارات مؤثرة تعبّر عن حب النادي والدفاع عن ألوانه بكل شغف. ولطالما كان جمهور الإفريقي حاضرًا في المحطات المفصلية، سندًا حقيقيًا للفريق وداعمًا قويًا في مواجهة كل التحديات.
ورغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق في بعض الفترات، من أزمات مالية وإدارية، ظلّ النادي الإفريقي شامخًا بفضل تاريخه العريق، جاذبيته الجماهيرية، وقيمه الراسخة. لطالما كان النادي أكثر من مجرد نادٍ رياضي، بل هو ثقافة وهوية وانتماء. جماهيره لا تراه فقط فريقًا يركض خلف الكرة، بل بيتًا يحتضن الأمل، ومنصة تعكس أحلام الشباب التونسي، وخاصة أبناء الأحياء الشعبية الذين وجدوا فيه مصدر إلهام وفخر.
اليوم، وبعد أكثر من 100 عام على تأسيسه، يواصل النادي الإفريقي كتابة فصول مجده بروح الشباب والطموح المتجدد، مدعومًا بجمهور لا يعرف اليأس، وتاريخ لا يُمحى. إنه ليس مجرد نادٍ ينافس في الملاعب، بل هو كيان يعيش في وجدان ملايين التونسيين، وهوية يتناقلها الآباء إلى الأبناء، جيلاً بعد جيل.
تقديم الترجي الرياضي التونسي :
الترجي الرياضي التونسي، المعروف بين أنصاره بلقب "شيخ الأندية" أو "المكشخة"، يُعدّ من أقدم وأعرق الأندية الرياضية في تونس، بل وفي القارة الإفريقية بأسرها. تأسس هذا النادي العريق في 15 يناير 1919 بمنطقة باب سويقة، أحد أحياء العاصمة تونس، في فترة استعمارية كانت تشهد الكثير من التحديات، ليكون الترجي حينها ليس فقط نادٍ رياضي، بل أيضًا رمزًا للنضال الوطني والانتماء التونسي. وقد تم اختيار اللونين الأحمر والأصفر كشعار للفريق، ليمثّلا الحيوية والقوة، وهما اللونان اللذان أصبحا مرادفين للنجاح والانتصارات في قلوب جماهيره العريضة.
منذ تأسيسه، شهد الترجي الرياضي تطورًا مستمرًا على كافة الأصعدة: إداريا، فنيا، وجماهيريا. فاز الفريق بعدد هائل من البطولات المحلية، حيث يُعتبر النادي الأكثر تتويجًا في تاريخ الدوري التونسي، إذ حقق اللقب أكثر من 30 مرة، وهو رقم قياسي غير مسبوق، كما أحرز لقب كأس تونس مرات عديدة، إلى جانب فوزه بالسوبر التونسي، مما جعل منه الفريق الأنجح في تاريخ الكرة التونسية. وقد عرف الترجي بفلسفته الرياضية الواضحة التي ترتكز على الانضباط، الاستمرارية، والاستثمار في المواهب الشابة، وهو ما ساعده على البقاء في القمة لعقود متتالية.
أما على الساحة القارية والدولية، فقد فرض الترجي نفسه كنادٍ عملاق في إفريقيا، حيث تُوج بلقب دوري أبطال إفريقيا أربع مرات: سنة 1994 على حساب الزمالك المصري، ثم في 2011 ضد الوداد المغربي، وفي 2018 و2019 أمام الأهلي المصري، محققًا إنجازًا استثنائيًا بالتتويج مرتين متتاليتين، في وقت قصير. وقد شارك في كأس العالم للأندية وواجه أندية كبرى من قارات أخرى، ممثلاً تونس وإفريقيا في أكبر المحافل. كما توّج بالبطولة العربية وكأس السوبر الإفريقي، وهو ما عزّز مكانته كفريق نخبوي يحظى باحترام واسع في الساحة الدولية.
ويُعتبر جمهور الترجي جزءًا لا يتجزأ من نجاحاته. فهو جمهور وفيّ، مخلص، ومشهور بتنظيمه الكبير، وتشجيعه الذي لا يتوقف طوال دقائق المباراة، سواء داخل تونس أو خارجها. تشتهر مدرجات "الفيراج" في ملعب رادس بعروض "الدخلة" الاستثنائية والأهازيج الحماسية التي تعكس روح الانتماء والولاء للنادي. وقد ساهمت هذه الجماهير في صنع هيبة خاصة للترجي، وجعلت من كل مباراة له حدثًا كرويًا ينتظره الآلاف داخل البلاد وخارجها.
لم يقتصر دور الترجي على كرة القدم فقط، بل يمتلك النادي فروعًا رياضية أخرى، من بينها كرة اليد، الكرة الطائرة، وغيرها، وقد حقق فيها نجاحات متعددة أيضًا. كما يقوم النادي بأدوار اجتماعية من خلال مدارس التكوين والعمل الخيري والأنشطة التربوية، ما يجعله مؤسسة وطنية جامعة بين الرياضة، الثقافة، والتربية.
اليوم، بعد أكثر من قرن من التأسيس، يواصل الترجي الرياضي التونسي كتابة تاريخه بأحرف من ذهب، مستندًا إلى إرث كبير من الإنجازات، وإدارة محترفة تعمل على التطوير الدائم، وطموحات جماهير لا تعرف حدودًا. إنه ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو كيان يجمع بين المجد، العراقة، والحلم، ويجسّد الروح التونسية بكل ما تحمله من صبر، طموح، وإرادة لا تنكسر.